فی هذا المقال مجال لتوضیح أسرار وأخبار وأطوار، من باعوا وضیعوا وأباحوا واستباحوا الأعراض، وحولوا نساء العراق إلى سلع رخیصة تباع فی سوق النخاسة والنجاسة، والنحاسة، والخساسة .. داعش التی شمرت عن جهل وعلل، وزلل، وخلل وکلل، وجلل، وطارت فی الحقیقة بعیداً عن مرابع الحق، والعدل، واختطفت مشاعر الإنسانیة على أنصال سیف وحیف ورجف وادعت وتداعت، وأودعت، أجساد النساء وقلوبهن فی أحضان غی وقهر وتطورت نسلاً من البغض والحقد والنکد، وصارت مثل الضواری تجوب مدن وقرى العراق بحثاً عن شهوتها فی الدم واللحم، ولم ترع فی ذلک ذمة ولا ضمیرا.
هذه هی الدولة الإسلامیة التی رفعت شعارها داعش، وهذا هو مفهوم، أولئک الحثالة عن الإسلام.. الإسلام الذی أنار واستنار أطفأت داعش قنادیله فی العراق، وغاصت به فی ظلام دامس، مقتفیة أثر أبی جهل وأبی لهب، وابن سبأ والمیمون بن القداح. هذا هو الدین الذی، شوهته داعش، وخسفت بتعالیمه، ونسفت قوانینه السماویة السمحاء.. ولربما فکر الذین ساهموا فی دعم هذه الجماعة الإرهابیة وساندوا خططها الجهنمیة، یهدفون إلى تحقیق أجندات سیاسیة لکنهم فی الحقیقة غفلوا عن شیء واحد ومهم وهو أنهم وضعوا أنفسهم فی خدمة إبلیس وإبلیس لا یفرق فی نهایة الأمر ما بین قاص أو دان، فإن الشر بعینه الذی یهیم فی الهشیم، ولا یترک ذرة ولا بذرة، إنه الحقیقة المرة، للحقد عندما یترعرع فی النفوس المریضة.
کان بودی، لو طالب العرب جمیعاً، بحدة وبشدة، أوروبا التی استیقظت مؤخراً، بأن یعقد مؤتمر أممی یخرج بقرارات حاسمة وجازمة تمنع التحذلق والتملق والتزلق على الجلید الساخن، تمنع الکیل بمکاییل عدة، وتضع الجمیع أمام مسؤولیاته الإنسانیة والأخلاقیة، وکبح جماح الرغبات المبطنة، والسیاسات الکامنة خلف جدران المکر والدهاء، والإعلان عن مواجهة مباشرة ضد هذه المجموعات البغیضة والتی لولا وجود الدعم الخفی لما تفرعت أغصانها الشوکیة، ولما استطاعت الانتشار مثل الوباء.
هذا هو المطلوب، وإذا کان الغرب جاداً فیما یصرح ویقول، فعلیه أن یکبح أیضاً جماح، الدول الصغیرة والتی نصبت نفسها وصیة على العالم الإسلامی، وزرعت أحلاماً وهمیة فی أذهانها معتقدة أنها بهذه السیاسات الهوجاء تستطیع أن تقنع العالم بأنها کبیرة وأنها تستطیع أن تبنی إمبراطوریتها على جثث الأبریاء .. وأوروبا المستیقظة مؤخراً، علیها أن تحاسب وتراقب، کل من باع ضمیره، واشترى بثمنه قیماً بالیة، وأخلاقاً متهالکة، وأن تفرض القوانین الصارمة، لمواجهة هذا الصدید الأخلاقی، وقطع دابر الشر، من منبعه.. هذه هی حقوق الإنسان الحقیقیة، التی نرید لها أن تصبح نصلاً حاداً، یقف ما بین الجانی والمجنی علیه، یقف عهداً یسد فوهة النیران التی أحرقت أکباداً وأجساداً، وجعلت نساء المسلمین تحت وطأة الخبث والحنث، والعقل الرث.. نرید وقفة غربیة ولو مرة واحدة، لنقتنع بما یرفع من شعارات دوخت العالم.
منبع : جریدة الاتحاد
نورت الموقع بهذه المقاله