یحکى فی
قدیم الزمان کان هناک رجلا من تجار الحبوب کان ذا ولع عظیم بتربیة الخیل
وأقتنائها . فکان یبذل الغالی والنفیس فی شراء مایعجبه من الخیول العربیة
الأصیلة . وکان الرجل یتاجر بالحنطة والشعیر ، فیأخذ منها مایقدر علیه فی
کل سنة إلى المدن المختلفة، فیبیعه فیربح منه الشیء الکثیر ، ویعود إلى
بلده فی کل مرة سالما غانما.
وفی إحدى السنین ، أخذ الرجل مقدارا عظیما من الحنطة والشعیر ، على عادته ، فسافر بها إلى مدینة ثانیة . فوجد سوق الحبوب فیها کاسدة فی تلک السنة ، فباع الحنطة بثمن بخس...
وأخذ المال وذهب إلى أحد الخانات لیقضی فیه لیلته ، فرأى فی الخان رجلا من تجار الخیول، معه حصان أصیل ، عظیم الشأن ، معروف النسب ، یرید بیعه ، فساومه على الثمن حتى اتفق معه على أن یشتری منه الحصان بمبلغ یعادل ثمن الحنطة التی باعها فی صباح ذلک الیوم ، وذلک من شدة اعجابه بذلک الحصان وتعلّقه به .وبقی الرجل ینتظر بیع الشعیر لیعود إلى مدینته. ولکن سوق الشعیر أصابه من الکساد ما أصاب سوق الحنطة ، فانخفض سعره إلى النصف ، أو الثلث عمّا کان یتوقّع أن یبیعه . فبقی الرجل ینتظر تحسن حالة السوق ، وهو خالی الوفاض من المال . فأضطر أن یقدّم لحصانه بعض الشعیر کل یوم لیتقوّت به . واستمر الحال هکذا أیاما طویلة ، حتى قضم الحصان کل ما کان مع الرجل من الشعیر . وکان للرجل مسبحة کهرمان غالیة الثمن ، فباعها وقرّر الرجوع إلى مدینته خائبا ، مفلسا ، حیرانا ، أسفا . وتناقل الکثیرون من الناس قصّته لما فیها من عظات وعبر .
احمد الزهیری
الما یعرف تدابیره حنطته تاکل اشعیره